top of page

دور الاعلام في الوقاية من جرائم الاتجار بالبشر

 

     تعتبر جريمة الاتجار بالبشر جريمة ذات بعد عالمي ولها صور متعددة ومتنوعة  ، ولايكفي أن تقوم فئة لوحدها للقضاء على هذا الجرم، بل يقتضي الامر تعاون جميع الجهات المختصة .

                       واذا كان للاعلام حقا دور، فما يمكن لهذا القطاع القيام به للوقاية من هذا الجرم ؟

      يقوم الاعلام بدور مهم لايقل أهمية عن الادوار التي تقوم بها الجهات الأخرى من المجتمع، فاذا كان دورالشرطة متابعة المجرمين وتقديمهم للعدالة وكان للقضاء القيام بالتحقيق معهم واصدار أحكام جزائية بادانتهم، فللصحافة دور مهم أيضا يتمثل في تربية المجتمع من خلال اعدادها للبرامج الهادفة ومساعدة الشرطة للكشف عن أماكن تواجد المجرمين، فهي توفر الوقت والجهد على الشرطة في كشف عن أماكن الاتجار.

       ومهم جدا أن تسعى الصحافة المكتوبة أو المرئية الى الحديث عن هذه الجرائم التي تبقى في الظلام والتي لايمكن القضاء عليها اذا لم تضعها على طاولة الحوار وتعمل على مناقشتها، كما يمكن للاعلام تقريب الصورة حول جرائم الاتجار وصورها المتعددة كالاستغلال الجنسي والعمالة القسرية وعمالة الاطفال وتجارة الأعضاء ...وتحرس على عدم انتهاك حقوق الضحايا             ومن أهم ما يمكنها القيام به هو نشر مواضيع متنوعة حول الاتجار بالبشر، لتحسيس المجتمع بطبيعة الظاهرة وأسبابها ونتائجها وخطورتها الذي لا تقل مساوئها وأضرارها عن باقي الجرائم الأخرى كالمخدرات، وعليها مثلا القيام بنشرأرقام هواتف الشرطة حتى نتمكن من معرفة أماكن الضحايا والعمل على حمايتهم .

         كما يمكنها تصوير برامج ميدانية للتوعية ولاسيما البرامج التوعوية للأطفال باعتبارها الفئة المستهدفة في جرائم الاتجار والقيام بزيارة البلدان الأصلية للاتجار ومعرفة عن قرب الأسباب العميقة لدفع الشباب للاتجار.

         ولكن وان كان للاعلام حرية التعبير في كتاباته ومنشوراته، الا أنه يجب الحرص على عدم نشر صور للضحايا أو أسمائهم ، ولايمكن عند اعداد برامج مع الضحايا القيام بطرح أسئلة تخدش حيائهم أو أخذهم الى الأماكن التي تم فيها الاعتداء عليهم او استغلالهم أو المتاجرة بهم أو تذكيرهم بالمآسي التي عايشوها طيلة الفترة التي احتجزوا فيها ، فاذا كان من الواجب ان تقوم الصحافة بتوعية المجتمع بخطورة الجرم ولكن عليها تحري الصدق في ذلك وتناول الظاهرة بموضوعية .

 

 

bottom of page