top of page

  اسباب الاتجار بالبشر

   

     لطالما اعتبرت ظاهرة الاتجار بالبشر ظاهرة قديمة عرفت منذ عشرات الآلاف من السنين تحت اسم الرق او العبودية ،         وبالرغم من مخالفة هذا النوع من السلوكيات للطبيعة البشرية وللفطرة الانسانية السليمة، إلا أنها اعتبرت في المقابل ظاهرة عريقة، لانها تعد من أكثر الظواهر تطورا في مراحل البشرية من الناحية الأخلاقية، بعد أن كان الانسان يقتل أخيه الانسان ويأكل لحمه .

  وقد عرفت قديما في بلاد الرافدين، وعند الفراعنة وقدماء المصريين لدواع اقتصادية مثلا، وكان العبيد يسخرون في أعمال الفلاحة وخدمة الأراضي، ومنهم من يستغل في تشييد القصور الملكية والمعابد الضخمة، وفي بناء الجسور والأهرامات كذلك 

  كما عرفت العبودية في بلاد الصين ،وكان يسخر الآلاف من الصينيين في الأعمال البنائية والانشائية الشاقة كبناء سور الصين العظيم بدون مقاضاة اجر، وكذلك الأمر في الهند أين كان نظام الطبقات هو النظام السائد آنذاك  كما مورست أيضا في آثينا عند الاغريق وعلى نطاق واسع وعرف نظام الطبقات كطبقة المواطنين، والطبقة العامة، وطبقة العبيد، وكان يخصص لكل طبقة عمل معين ولم يكن يسمح للعبيد سوى خدمة الاراضي و العمل في الفلاحة طوال الحياة، وظلت هذه الفئة مهمشة الى حد كبير ولم تكن لديهم حقوق يتمتعون بها كباقي الطبقات ، وانما كان عليهم القيام بالواجبات والعمل المستمرو بدون انقطاع ولم يكن لهم حق الاعتراض أو الرفض أو العصيان او التعنت، كما يفرض على العبيد منذ امد بعيد، الاعتراف بالولاء لأسيادهم وهذا حق أصيل لهم .أما عند الرومان ، فقد كان تاريخ العبودية صفحة من الصفحات الحالكة السواد في سجل البشرية ، وقد كانت روما الموطن الخصب الذي تفشت فيه هذه الظاهرة بشكل يذهل العقل البشري، وذلك بسبب كثرة الحروب والغزوات التي ينتج عنها أسرالعبيد وتسخيرهم في الاعمال الشاقة، وهذا وارد في قانون حمورابي التي وردت في نصوصه أحكام خاصة تطبق على العبيد ونصت على قيود مجحفة يخضع لها العبيد لتمكنهم من التحرر من اسر العبودية .

   وبالرغم من تظافر الجهود الدولية العديدة للقضاء على هذه الظاهرة أنذاك ،الا أنها وقد عادت بثوب آخر أكثر شراسة وفتكا وبصور متعددة يكون العنصر الأساسي فيها هو عنصر الاستغلال l’asservissement سواء في الجنس أو العمل أو في الأعضاء البشرية .

   وانه لايمكننا تحليل الظاهرة مالم ندرس أسبابها العميقة التي تختلف من دولة الى أخرى بالرغم من وجود عوامل مشتركة كالعوامل الاجتماعية ، والاقتصادية والثقافية الا انه تبقى لكل دولة خصوصيتها وأسبابها،رولعل من أهم أسباب الاتجار مايلي :

 عامل الهجرة : لطالما اعتبرت مسألة الهجرة هي الهاجس الوحيد للشباب بحثا عن فرص عمل جيدة او هروبا من وضع اجتماعي مزري يعيشونه أو بسب الحروب الطويلة المدى، أو بسبب الكوارث الطبيعية التي تعيق مشوار التنمية وفي حالات أخرى لاتكون الهجرة سببها هذه الظروف وانما الاغراءات التي تقدمها العصابات المنظمة وتروج لها عبر وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت وتخصص لها مواقع خاصة لجذب انتباه الشباب وخصوصا الأطفال، وتعمد على اصطياد ضحاياها بعرض شروط عمل كاذبة ومضللة لترغبهم في الهجرة، وكل هذا بغرض الاتجار بهم لدى وصولهم مباشرة الى بلد المقصد سواء في الجنس أو العمل، وهذا ما أدى الى عولمة الجريمة بطريقة أسرع وأخطر واتساع دائرة هذا الجرم في أكثر دول العالم . الظروف الاقتصادية

- انعدام تكافؤ الفرص

- تصاعد العنف ضد المرأة

- ضعف الوازع الديني

- ضعف النظام التربوي في المؤسسات التعليمية

- ضعف الرقابة الأمنية على الحدود الذي يسمح بتدفق الجماعات المنظمة وسهولة عبورها

- تشرد الأطفال في الشوارع عامل أساسي للاتجار بهم .- بيع الأطفال مقابل مال أو منفعة بدافع العوز أو الحاجة ، وفي حالات أخرى لايكون الدافع هو المال وانما تعمد العائلات الفقيرة لتقديم أبناؤها لعائلات موسرة لتربيتهم وتحسين وضعهم المعيشي وهذا مما يخلق عامل الاستضعاف

- ظهور وكالات عمل تروج لتجارة البشر التي تعمل في الخفاء وبدون شروط فتح معتمدة .

- سيطرة تقاليد العبودية في مناطق الصحراوية ، ولعل موريتانيا النموذج الامثل لسيطرة عادات العبودية على النساء في الاستغلال الجنسي والرجال في العمل الجبري ، وكذلك في الدول التي تغيب فيها حقوق الانسان وحقوق المرأة أساسا كما هو الحال في الهند .

.غياب التشريعات الرادعة " adéquate " وهذا ما يجعل الجماعات المنظمة تعمل بارتياح .

 

 

bottom of page